تنتصر الشاعرة في كل نصّ شعريّ في ديوانها لحالة وعي مؤرّقة، هي
أشبه بهفوات قلم ينبش في عمق الرّاهن، ليؤسس لحالة تفكُّر في قضايا الوطن والعالم وليقدم
قراءة قاسية لخبايا الذات.
ديوان حالة
وعي هو استفاقة شاعرة سجنت نفسها في عوالم لا تشبهها لسنوات، فجاءت لحظات فارقة في
تاريخ تونس المعاصر والمنطقة العربية لتهز كيان أديبة شابة لطالما تاقت إلى
الانعتاق من زمان ومكان لا يشبهها، تقول سمية بالرّجب عن ديوانها :" هو
مغازلة لهذا الكائن الواعي الذّي يصرخ في دواخلنا محتجا على رداءة تعشش في الأفضية
والعقول بل هو صراع متوهج يسكن وجداننا المتألم
والمنحسر في واقع نريد أن تنعتق أرواحنا منه وتنبعث إلى فضاء حرّ يشبهنا ..يشبه أحلامنا
..ويشبه أرضنا".
تحاول الشاعرة في ديوان "حالة وعي"
التخلص إلى واقع تنقده بصرامة لتنحته بحروفها وتشكله شعريّا من خلال إعادة إنتاج
المعنى والّروح العميقة للفعل والتفعيلة والقافية إذ تقدم سمية بالرّجب في ديوانها
إلى القارئ رحلة واعية مدججة بمشاعر متضاربة( تتراوح بين الأمل واليأس والخوف
والغضب والحبّ) بين المدن المكلومة في تونس وفي المنطقة العربية.
(مقطع من قصيدة "حالة وعي")
يا لهذا الحرف كم يرنو سعيدا
في تفاصيل الحكاية ..
كم ..من حالة للوعي تشدو فوق جرح صامت
في ثنايا الشوك..
أظلمت كل العيون
كنت أمضي في ثناياهم جروحا
كان خطوي والظلام..
لهفة للنّور تشدو
جدولا ينسابُ في قلب الشجن
" حالة للوعي ترنو في سأم"..
سنشفى ..تكلم قلبي :
"تُرى هل ظفرت بهذا الزّمن ؟"
أوان الحنين إلى كل وعي
وكلُّ امتحان لهذا الوطن