انطلقت تجربة وحدة مراقبة الإعلام بالهيئة العليا المستقلة للانتخابات بعدد قليل من المراقبين أو لنفل من" الراصدين" كتجربة ديمقراطية أولى في تاريخ البلاد التونسية لتتوسع فيما بعد فيكبر عدد المراقبين و الراصدين ليبلغ حوالي 36 راصدا من الشبان المتحصلين على شهادات عليا في الصحافة و الاتصال حيث كانت عيون الراصدين و أذانهم ترصد اللحظة الإعلامية و ترسم أفق العمل الصادق و المتقن لخدمة وطن عربي يستعد لملاقاة منعرجه التاريخي الجديد بعد سنوات طويلة من الديكتاتورية .
التجربة كانت حديث وسائل الإعلام التونسية و العربية و العالمية و قد كافح المسؤولون و أعضاء الوحدة ليشع بريق هذا المجهود الجماعي و يتوهج إذ زاد حماسهم رغم المشقة فتنافست مجموعاتهم لتقديم العمل هدية لهذا الوطن التونسي الذي قدموا من اجله تضحيات طوال ثلاثة اشهر ا حتى يساهموا في تحقيق أول انتخابات نزيهة تونسية يكون للفاعلين السياسيين داخلها مكانا أرحب للتعبير دون زيف أو تواطئ أو انسياق في موجة المال السياسي و خاصة استغلال الإشهار السياسي .
وصفت وحدة مراقبة الإعلام بخلية النحل في وسائل الإعلام الرسمية متسلحة بعزيمة شبابية و صبر كبيرين و ككل بلد ديمقراطي كان لتونس زمن انتخابات المجلس الوطني التأسيسي و ما قبلها و ما بعدها فضاء للتحقق من مصداقية وسائل الإعلام و ثني المخالفين منها عن جميع الخروق المحدثة بقصد أو دون قصد داخل المضمون الإعلامي فكانت طريقة العمل داخل وحدة مراقبة وسائل الإعلام صلب الهيئة العليا المستقلة للانتخابات كفيلة برصد هذه الأخطاء بعيدا عن حساسيات الرقابة التي لطالما عانت منها وسائل الإعلام التونسية .
لم تهدأ الخلية يوما و لم تمل مصارعة الوقت القاتل حتى زمن الصمت الانتخابي و زمن العرس الانتخابي سلاحها في ذلك مسطرة و قلم تتابع عبرهما و بهما الدوريات اليومية و الأسبوعية و سماعات و حواسيب و برمجية متقدمة تتابع عن كثب هفوات المتحدثين و ترسم طريقا آليا للتدقيق و التمحيص في كل شاردة و واردة.
و مع نجاح التجربة و تسليط الأضواء عليها يتساءل الكثيرون عن إمكانية تواصل هذه التجربة الفريدة ّ, و يراود السؤال أفراد" خلية النحل" أو " وحدة مراقبة الإعلام من الشباب المتكون إعلاميا عن إمكانية لتمويل هذه التجربة التي لطالما ميزت البلدان الديمقراطية في العالم فهل تتواصل التجربة بتمويل وطني أو مستقل ؟؟ و هل تصبح التجربة الوقتية واقعا دائما يرتفع صوت الديمقراطية في بلدنا التونسي مطالبا بتواصل تجربة وحدة مراقبة الإعلام لعلها تصبح في يوم غير بعيد مرصدا وطنيا للإعلام و مفخرة لقطاع الإعلام في تونس .
سمية بالرجب
صحفية و ناشطة شبابية
تونس
امتدت التجربة لثلاثة اشهر متتالية لكنها مرت كانها دقائق معدودات لان ما كان يجمعنا هو العمل الدؤوب و الحرص على كسب بلادنا لرهان الديمقراطية
RépondreSupprimer