الاستاذ عبد المجيد
الشرفي
لنبتعد
عن
النزعة
الدغمائية !
شهدت الجامعة التونسية عبر تاريخها عددا
من التحوّلات و الاصلاحات الهامّة سواء كان ذلك على المستوى الهيكليّ أو
الأكاديميّ و يعتبر دخول مادّة تدريس الدين إلى الجامعات التونسية من أبرز
التحوّلات التي عرفتها على وجه الخصوص كليات الآداب و الانسانيات التونسية لتدخل
هذه الكليات العلمانية في علاقة جدلية مع
المؤسسات التقليدية لتدريس الدين مازالت آثارها جليّة إلى يومنا هذا و هو محور من
أهمّ المحاور التي خضنا في مختلف اشكالياتها مع الأستاذ عبد المجيد الشرفي، أحد
أهمّ الوجوه الجامعية التونسية التي ساهمت في ادخال مناهج تدريس الدين الحديثة ذات
التوجه النقديّ إلى الجامعة التونسية فكان لنا معه هذا الحوار.
في بداية حديثنا عن عن مكانة تدريس الدين في أقسام العربية و عن
انطلاقتها تاريخيا ليؤكّد لنا الأستاذ عبد المجيد الشرفي :" تدريس الدّين
كان موجودا فقط في إطار كلية الشريعة و أصول الدين قبل أن تتحول هذه الكلية إلى
الجامعة الزيتونية و كان إدخال تدريس الفكر الاسلامي في كليات الآداب و قبل ذلك في
اطار دار المعلمين العليا بتونس في نطاق قسم العربية و اعتبر نفسي محظوظا باعتبار
انني أول من أدخل هذا الدرس في نطاق
الكليات أو المؤسسات العلمانية خارج نطاق التعليم الديني التّقليدي.
أمّا عن مقاصد التكوين في المؤسسات الدينية التقليدية و
مقاصده في المؤسسات الجامعية إذ يرى
الأستاذ الشرفي : "ترمي المعاهد و المؤسسات الدّينية إلى تكوين
خطباء و وعّاض و أيّمة و بصفة عامّة إلى تكوين ما يسمّى بإطارات المؤسسة الدينية
بينما تدريس الدّين في المؤسسات العلمانية و خاصة كليات الآداب له مقاصد أخرى ليست
بالضرورة مناقضة لتوجه الكليات الدينية و لكنّه مكمل لها باعتبار أنّ تدريس الدين
و تدريس الفكر الاسلامي هو تدريس التديّن أكثر مما هو تدريس الدين أي تدريس الطرق
العديدة التي تم بها تاويل الدين عبر التاريخ ".
و اضاف قائلا :" يرمي هذا التدريس إلى تفهم أفضل و يعتمد على
المقاربات الموجودة في سائر العلوم الانسانية لذلك فهو ليس تدريسا دغمائيا ،لا
يأتي بحقائق ثابتة وو إنّما يضع النشاط الفكري الاسلامي محلّ النظر و النقد و
التقليد و قد كان ذلك بداية من سبعينات القرن الماضي و أصبح اليوم سنة موجودة في
سائر أقسام اللغة العربية باعتبار تدريس الدين الاسلامي جزءا من تدريس الحضارة،
بصفة عامة و باستثناءات قليلة كانت المؤسسة الدينية
الرسمية و التقليدية مناهضة لهذا التدريس لأنها رأت فيه مزاحما لما كانت تستأثر هي
به قبل ذلك كما هو الشأن في سائر البلدان العربية و هناك قلة من الزملاء الذين
تفاعلوا ايجابيا مع هذا التوجه و كان ذلك بالخصوص قبل أن تصبح الجامعة الزيتونية
هي نفسها قلعة من قلاع الوهابية بعد أن كانت مالكية عبر تاريخها .
سألنا الأستاذ الشرفي عمّا إذا كان يقصد بقوله أنّ هذا المنهج
المتبع لتدريس الدين في أقسام العربية و في الكليات التونسية كان موازيا لما تقدمه
كليات الدين التقليدية فأفادنا بأنّ هذا
التدريس "هو تدريس مواز لما تقدمه المعاهد التقليدية و هو ليس معارضا و لا
منافسا و لا مزاحما، ففي البلدان المتقدمة تطورت مناهج تعليم الدّين و لذلك نلاحظ مثلا أنّ
المعاهد البروتستانتية بالخصوص و حتى الكاثوليكية -لكن بنسبة أقل - كانت لها نظرة
نقدية إلى تراثها الديني و قد سمحت هذه المعاهد الدينية بذلك بتجديد الكثير من المسائل و من أقلمة الدين
مع المجتمع و الحياة" ، و أضاف الأستاذ الشرفي آسفا على المنهج الذي
تتبعه مؤسسات تدريس الدين في العالم العربي و الاسلامي قائلا :"لسوء الحظّ أنّ المؤسسات الرسمية الاسلامية
لا في تونس فقط و لكن في سائر العالم الاسلامي لم تتبنى هذه المناهج و بقيت تجتّر
الفكر التّقليدي مع اختزاله و مع المحافظة على الّنزعة الدغمائية و لذلك فالمؤمل
أن تتطوّر هذه المؤسسات و يتطوّر تعليم الدّين بها و أن يتخلى عن هذه النزعة
الدغمائية العقيمة في حقيقة الأمر".
و حول تفاعل طلبة أقسام العربية مع مقررات تدريس الدين
سألنا الأستاذ الشرفي إذا ما كان لمس اقبالا لدى الطلبة على تعلّم هذه المادّة فأجابنا بأنّه من الصعب الحديث عن إقبال أو
نفور لأنّ النظام الذي كان متبعا هو نظام يلزم كل طالب ببرنامج معيّن و لذلك فالحديث
عن تفاعل يكون أفضل من الحديث عن إقبال من قبل الطلبة، و أردف :" في بداية الأمر و في بداية كل سنة كان
الطلبة يصدمون بهذه المناهج التي لم يتعوّدوا عليها".
و عن ماهيّة الموّاد المقدّمة في إطار هذا المنهج
ليجيبنا أفادنا الأستاذ عبد المجيد الشرفي بنبرة جادة :"تمّ تدريس العديد من المسائل المتعلّقة
بالتفسير القرآني، بأصول الفقه ، بالحديث النبوي ، علم الكلام ، يعني أهمّ ما يسمى
بالعلوم الاسلامية حسب السنوات و المناهج تمّ تدريس عديد المواد التي كانت تغطي مختلف
جوانب الفكر الاسلامي.مع الملاحظ أنّ الكتب المعتمدة والمصادر التي كانت مدرجة في
البرامج من المفروض أنّ كلّ الطلبة يطلعون عليها و نحن فقط نساعدهم على قراءتها
بالمعنى الحديث للقراءة أي ليس تكرار ما جاء فيها و لكن النّظر إليها بنظرة
نقديّة.
فكتاب مثل المحصول للرازي، تفسير الطبري أو مدوّنة سحنون هي من المصادر الاساسية في
الفكر الاسلامي و لكن قراءتها تتطلب مجهودا خاصا لا بدّ فيه من الالمام بالمناهج
التي نتبعها في اللسانيات و في علم الاجتماع ، التاريخ و الفلسفة، إنّ هذه
المقاربة الشاملة تبعد لا محالة عن الطريقة التلقيدية التي تكتفي بالحفظ و
الترديد.
أمّا عن دور مادّة الحضارة في إثراء منهج تدريس الدين في
الكليات التونسية و عن الاضافة التي تقدمها هذه المادة إلى طلبة
المواد الدينية فأكّد لنا الأستاذ الشرفي إنّ تدريس الفكر الاسلامي جزء
لا يتجزأ من مادّة الحضارة، قائلا :
" أشبه مادة الحضارة بالجغرافيا باعتبار أنّ
الجغرافي لا بدّ له من أن يكون عالما بطبقات الارض و الجيولوجيا و الاقتصاد، و الديمغرافيا
وعلم الخرائط و ما إلى ذلك من المعارف
التي تلتقي في مادّة الجغرافيا و هو نفس الشيء بالنسبة لمادّة الحضارة فلا بدّ أن
يعرف دارس هذه المادّة النظم الاسلامية و أن يعرف التاريخ الإسلامي و الفكر الدّيني
و خصائص الحياة اليومية وأن يعرف العادات
و الطقوس و هي مادّة تجتمع فيها الكثير من الاختصاصات الضيّقة، ولذلك فإنّها
لا ترمي إلى التخصص في الإجازة أو
الأستاذية بل يكون التخصص في مرحلة الماجستير و الدكتوراه و هي تؤهّل الباحثين كي
لا يبتدئوا من الصفر في مستوى البحث في
مادّة الحضارة".
و عن مميزات تدريس الدين في كلية الآداب بالمقارنة مع تدريسه في جامعة الزيتونة أكّد لنا الاستاذ الشرفي أنّ الدّين في
الزيتونة يدرّس باعتباره ثوابت تحفظ و ينبغي
الالتزام بها أمّا في كليّة الآداب فالدين يمارس كظاهرة اجتماعية و هذه الظاهرة
قابلة لتأويلات عديدة سواء في الماضي أو
في الحاضر لذلك فالمهم هو تسليط الأضواء على الطرق العديدة في الفهم و التأويل و هو
أهمّ ما يميّز تدريس الدين في المعاهد الدينية
التقليدية و المدارس العلمانية حسب رأيه.
و في ضوء المحاولات الحثيثة في وقتنا الراهن لإحياء
التعليم الزيتوني القديم سألنا الأستاذ الشرفي عن رأيه في هذه المحاولات و إذا ما
كانت جامعة الزيتونة في ظلّ الاصلاحات الحالية قادرة على منافسة الرؤية النقدية في الكليات
العلمانية فأفادنا :
"الزيتونة لا يمكن أن تواصل نفس النهج في
تدريس الدّين دون أن يفقد هذا التدريس مصداقيته لدى الشباب و لدى الطلبة هناك واقع
تاريخي تمثّل فيما يمكن تسميته انقطاع السند العلمي في الزيتونة و السبب فيه أنّ
مشايخ الزيتونة قبل الاستقلال قد قاوموا كلّ نزعة تجديدية كان يطالب بها الزيتونيّون
أنفسهم و لذلك فقد تكلّس هذا التعليم وأصبح بكل معنى الكلمة تدريسا عقيما مما أدّى
بمشايخ الزيتونة أنفسهم بعد الحرب العالمية الثانية إلى أن يوجهوا ابناءهم الى المعاهد
العصرية و لذلك لن تجد إلا فردا أو اثنين من أبناء العائلات التي كانت مستأثرة
بهذا التعليم قد واصلوا في هذا النهج أمّا البقية فقد درسوا مواد و اختصاصات أخرى
كالاقتصاد و الحقوق و غيرها من الاختصاصات
في غير جامعة الزيتونة التي لم تكن مؤهلّة لذلك ".
رؤية الاستاذ الشرفي جعلتنا نفكّر في طرح سؤال آخر تمحور
حول رأيه الشخصيّ في النظرة المتداولة
لبعض المفكرين القائلة بأنه لا يصلح الزيتونة إلاّ زيتوني ليفيدنا ضيفنا بأنّ هذا الطرح هو
إلى حدّ ما صحيح لأنّ هذا الاصلاح ينبغي أن ينبع من وعي ذاتي بقصور التعليم
التقليدي مستدركا :
" لكن أضيف أنّ أيّ مؤسسة إذا ما بقيت تمارس
نفس المناهج فإنّ هذه المناهج تبقى صالحة ما دامت لم تجد من خارج المؤسسة ما
يحملها على التغيير اي أنّ الأوضاع الاجتماعية و السياسية و الفكرية التي كانت
سائدة طيلة قرون عديدة كانت تسمح لهذا التعليم التقليدي بأن يتواصل بدون مشاكل.
كانت الظروف الموجودة تسمح بتواصل نفس النهج و لكن في
العصر الحديث تغيرت هذه المعطيات ، فقد تغيرت أنماط الانتاج ، تغيرت العلاقات
الاجتماعية، تغيرت القيم، تغيرت النظم السياسية و ذلك هو ما يفرض اعادة النظر في
المناهج التقليدية التي لم تعد تواكب هذه التغييرات هذا هو السبب الذي يجعل هذا
التغيير ضروريا و لكن يجب أن يكون نتيجة وعي الزيتونيين أنفسهم بهذا التغيير.
و شدّد الاستاذ الشرفي على مسؤولية الزيتونيين في اصلاح
جامعتهم قائلا :" لا شكّ أنّها مسؤولية كبيرة و لكن هذا لا يعني أنّ الأطراف الأخرى غير
معنية بالتغيير و بمساعدة الزيتونيين على أن يطوّروا مناهجهم و تعليمهم، هي
مسؤولية الزيتونيين و مسؤولية المجتمع المدني و السلطة السياسية و لكن لا يمكن أن
يحلّوا مكان الزيتونيين بالطبع".
أمّا عن دور السلطة السياسية في تحمّل أعباء مسؤولية
اصلاح الزيتونة فأضاف الاستاذ عبد المجيد الشرفي قائلا :"إذا كان الواقع السياسي متفتحا على العصر و
ليس منغلق في نطاق دغمائيات تجاوزها العصر كما هو الأمر الآن للأسف فإنّ دور السياسة
يمكن أن يكون ايجابيا و ليس بالشكل السلبي الذي نشهده اليوم".
دفعنا هذا القول إلى سؤاله عن الكيفية التي كانت تتوخاها
السلطة السياسية للتدخل في ملف الزيتونة سابقا و عن أهمّ الاصلاحات التي طرأت على
الزيتونة نتيجة هذا التدخلّ السياسيّ فأجابنا مستجوبنا بأنّ المحاولات كانت
جزئية قائلا :" في الحقيقة هذه الاصلاحات تمثلت بالخصوص في أمر أوّل تطعيم المقررات
التقليدية بمعارف حديثة كالتاريخ و الفلسفة و الأمر الثاني هو اصدار مجموعة من
الكتب المرجعيّة للطلبة فيها تجاوز للنظرة التقليدية فيما عدا ذلك لم يكن هناك
محاولات متواصلة و تفاعل معها الزيتونيون بصفة إيجابية."
ظهرت بعد ثورة 14 جانفي عديد المحلات الخاصة لتدريس
الدين و انتشرت المدارس القرآنية و غيرها من فضاءات تعليم الدين و قد شكلت هذه الظاهرة هاجسا لدى المثقفين و
المواطنين العاديين على حدّ السواء و قد اغتنمنا فرصة الحديث عن تدريس الدين مع
الاستاذ عبد المجيد الشرفي لنسأله عن رأيه في هذه الظاهرة فقال لنا بنبرة واثقة :"أنظر إليها باعتبارها ظاهرة مرضية لأنّ
وراءها مصالح لا علاقة لها بتونس و لكن وراءها تمويلات ضخمة من دول الخليج التي
تسعى إلى اجهاض كلّ تحوّل نحو الديمقراطية في أي بلاد عربية و تعتبر ذلك خطرا
عليها و لذلك فإنّ هذه الظواهر هي ظواهر دخيلة و لا تنبع من شعور لدى التونسيين
بهذه الحاجة فلذلك هي ظواهر أتوقّع أنّها ستتقلص و ستضمحّل حالما تسترجع الدولة
التونسية عافيتها لأنّ الدولة الآن ضعيفة".
فأردفنا بسؤال آخر : ألا تعتقد أنّ هذه المدارس التي
وصفتها بالعشوائية قد تلبي رغبة التونسيين
للتشبع بالدّين في ظلّ احساس بالنقص لديهم من هذه الناحية حسب ما تشيعه بعض وسائل
الاعلام ؟
فأجابنا مستجوبنا : "عندما يكون هناك فراغ في مستوى الدولة يتعلق
بالخيارات التنموية التي يحدث حولها اجماع أو شبه اجماع و تكون متوجهة نحو
المستقبل فالبديل هو هذا التوجه نحو الماضي و لذلك فالأمر ليس متعلقا بالدين
نفسه و لكن هو متعلّق بما يحيط بالتديّن
من ظروف.
التدين الذي
توفره هذه الحلقات و يوفره هذا التمييز بين الذكور و الاناث في رياض الاطفال و في
المدارس الابتدائية و إنّما هو لتكريس أنموذج مجتمعي مستورد من بلدان الخليج و هذا
التوجه لا يمكن أن يوجد إلاّ عندما لا تقوم الدولة بسنّ القواعد التي ينبغي أن
يسير عليها التعليم و القائمة على القيم الحديثة و هي المساواة و الحرية و
المسؤولية لا تكريس الطاعة و الامتثال و التقليد."
سألنا الأستاذ الشرفي هذا السؤال :" هل تتوقع في حال استفحلت هذه الظاهرة أن يقع
اقصاء هذه الجامعات لتصبح هناك سوق واحدة لتدريس الدين ؟"
ليجيبنا قائلا : "ما حصل في تونس منذ الاستقلال هو تحديث منقوص
لأنه لم يشمل كلّ الفئات الاجتماعية و كل الجهات و لم يشمل الحياة السياسية، تدريس
الدين لا بدّ أن يتمّ في صلب عملية تحديث شامل و هذا يعتمد على مقاييس كونية و ليس
لنا ان نعيد اختراع العجلة كما يقال، لأنّ اي توجيه مستقبلي لا بدّ أن يقوم على
تعميم منافع هذه الحداثة على كل الجهات و كل الفئات و تعميمها على كلّ المجالات ،
لا يمكن أن يكون هناك حكم فردي استبدادي و تحديث اقتصادي لا يمكن أن يكون هناك جزء
من الوطن يعيش في وضع متدهور و جزء آخر يعيش في وضع مقبولو مريح".
هذا الأمر لا يمكن أن يتمّ بين ليلة و ضحاها و لكن يتطلب
خيارات تسير عليها البلاد في مختلف الميادين".
أمّا عن عواقب الانجراف في تيار الرؤية المتشدّدة
للمتدينين و تأثيرها على المجتمع فيؤكّد
لنا الأستاذ الشرفي قائلا :" الخطر الذي تمثله التوجهات الدغمائية و
التقليدية لا ينبغي الاستهانة به و لا تضخيمه باعتبار أن المهم في هذه الحالة هو
أن لا يحتلّ وسط الميدان و أمّا أن يكون هناك تشدد ديني أو فكري أو اديولوجي أو
غيره ، أن يكون هناك شذوذ عن القاعدة العامة التي يسير عليها المجتمع فهذا أمر
طبيعي.
أمّا عن انتشار ظاهرة التشدّد الديني فقال الاستاذ الشرفي
:"كل المجتمعات تحتوي على مجموعات متطرفة في اتجاه أو في آخر و ينبغي أن يكون
الفيصل بينها هو القانون و لا شيء غير القانون فمادامت هذه المجموعات لا تمارس
العنف و لكن تعبر عن آراء فلا بدّ أن يسمح لها بذلك و أمّا أن تقوم بما ينافي
القانون فهذا ينبغي أن يقع التصدي له.
و من المظاهر التي نعيشها الآن هو أنّ بعض هذه المجموعات
تخرق القانون باحتلال المساجد و هذا نرجعه إلى ضعف الدولة فالأيمة موظفون لدى الدولة
و لا يجب أن يتعدى عليهم أحد، هذه مسؤولية وطنية ليس للأفراد فيها أن يتجاوزوا ما
يسمح به القانون. ما دام لم يكن هناك دعوة إلى العنف أو دعوة إلى لتمييز فكلّ
الناس أحرار في آرائهم".
سألنا الأستاذ الشرفي في خاتمة حوارنا معه عن نظرته إلى
مستقبل الجامعة التونسية و تدريس الدين في كلياتها و نعاهدها فقال و هو يبتسم :
"أنا سعيد بما سعيت إلى ارسائه من تعليم الفكر
الاسلامي و الفكر الديني عموما ، هو الآن محلّ وفاق في نطاق الجامعات التونسية
لانّ هذا التعليم مرتبط بالبحث أي أنّه في صلب المجهود الجامعي باعتبار أنّ
الجامعة هي المنتجة للمعرفة و ليست ملقن فقط و باعتبار أنّ هذا التعليم يوفر فهما
أفضل للمشاكل التي يعيشها المسلمون اليوم فتكون الاختيارات التي يقوم بها الطلبة
مبنية على معرفة حقيقية موضوعية لا على شعارات جوفاء و لا على حفظ مقررات تعتبر
غير قابلة للّنقاش، من هذه الناحية انا سعيد في ارساء هذا التعليم الجامعي".
حاورته : سميّة بالرجب
مجلّة أكاديميا
ماي 2013
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire