تتعدد مشاهد الاستقالة الجماعية لعديد الصحفيين من ابراز الحقيقة بكامل تفاصيلها رغم رحيل الرئيس المخلوع
و قد لا اعجب لهذه الاستقالة بقدر ما ييؤلمني ان يتراجع هذا الصحفي في اللحظات الحرجة عن صفته المهنية ليبني لنفسه قصورا في الهواء
اليوم و بعد الانفلاتات الكثيرة للوضع الاستراتيجي للصحافة مازلنا نلحظ تقهقرا في عقلية القارئ التونسي مفادها تعرية الدور الضعيف للصحقيين فالاعلام الحكومي في ظل ما يسمى بالاصلاح البطيء و المتواضع يبدو اعلاما كثير التشنج و الفقر
اما الاعلام الخاص فتطرد وسائله الاعلامية صحفييها الذين التزموا بقول كامة الحق حتى لا تتعرى الفضائح المشينة لمالكيها و حتى ذلك الصحفي المستقل ان لم نقل الفقير الى الله فانه لا يملك ان يواجه تيار التساؤلات الكثيرة حول دور الصحفي في تبيان الحقائق و ترجمتها للمواطن في شكلها المفهوم و المبسط
لقد راعني في الفترة الاخيرة تقهقر عدد من الصحفيين بل هالني تعنت بعضهم في اتباع اسلوب قديم للصحافة الخشبية التي تجاوزتها الاحداث ابدو هنا قاسية بعض الشيء و لكن لا باس في شيء من القسوة حتى يستفيق هذا الصحفي من استقالته الدائمة امام دوره المهم و المهم للغاية
اتحسس هنا تفاصيل العملية الاخباريية في تونس فلا اجد صدى لبصمة الصحفي فيها ربما هي السياسة من تؤدي الدور و ترتب الادوار داخل المسرحية كالمعتاد و لكن الا يمكننا ان نطرح السؤال التالي :
لماذا يفضل الصحفي التونسي المقاعد الاخيرة في قاعة المنافسة ؟
سؤال اكاد اتبين الاجابة عنه في وجوه العديد من الصحفيين الذين يبدون على قلة " البريستيج " المسند اليهم في تونس عاجزين تماما عن مقاربة المسالة و كان الامر لا يعنيهم
ربما هم يكتفون بالبقاء مكان المتلقي على الرزوح تحت طائلة "صاحبة الجلالة " لا ادري اذا كان هناك وصف آخر قد يغير هذا الوصف السلبي تجاه الصحفيين التونسيين ام ان بوادر التحول البطيء للمشهد الاعلامي و ان زاد ثقلا قد تحمل في الغد رائحة التغيير الجذري
سمية بالرجب
افريل 2011
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire