و لفهم الصورة كان
لا بد من الوقوف عند تاريخ الصورة و تعريفها لغة و اصطلاحا :
1-
تعريف الصورة لغة :
الصورة : من صور يصور تصويرا و صورة / جعل له صورة مجسمة
و صور الشخص أي رسمه على الورق على الحائط و نحوهما بالقلم أو بآلة التصوير إذا هو
نقل باليد أو عن طريق آلة التصوير لوقائع تمثل نماذج من الحياة و المجتمع أو ملامح
فنية يعيشها الفنان المصور و تختلف أنماط الصورة من مفهوم لآخر ومن حقيقة لأخرى و
يمكن تعريف الصورة بأنها أيضا تشخيص لشخص أو شيء ما عبر الرسم أو النحت أو التصوير
اليدوي أو الفوتغرافي أو السينمائي (2)
2-
تعريف الصورة اصطلاحا :
الصورة : هي تمثيل شبه أمين لجزء من الحياة الواقعية ذات
وجوه و زوايا متعددة يمكن أن توجد كإعادة بسيطة للواقع كما تحمل الصورة المقدمات
المادية مثل البعد و الوزن و الألوان إلى جانب احتلالها حجما معينا أو مقاسا معينا
.
3-
تاريخ الصورة :
عند حوالي عام 7000 ق م تقريبا تطور الإنسان من الناحية
الوراثية أو الجينية إلى ما هو عليه اليوم و اكتسب القدرة على الاتصال بوسيلة أخرى
هي الكتابة التصويرية التي تمثلت في الحفر على جدران الكهوف و المعابد و بقي هذا
الحفر صورة حية للرسائل التي تصف الحياة و المعتقدات الدينية للإنسان فمنذ إن توقف
الإنسان في حياته و بدا زراعة الأرض أصبح في حاجة إلى تدوين بعض المعطيات التي يحتاجها من فترة إلى أخرى
مثلا : حالة السماء عند اقتراب فصل الشتاء , عدد
الحيوانات . هذه الكتابة الأولية لم تكن تمثل ألا بعض الرسوم البسيطة فأولى نماذج
الكتابة كانت عبارة عن صور تنحت على الصخر أو الخشب و كانت تمثل مشهدا ثم تطورت الصورة لتصبح امتدادا لما هو مصور
بالكاميرا و تحررت الصورة من المجال الضيق
ليصبح لها ارتباط وثيق بعامل الزمن متأثرة
بتقنيات عديدة لعل أهمها التضخيم و التقزيم و مرتبطة في بعض الأحيان
بالانتقائية باستعمال "المونتاج " .
4-
المستويات التقنية للصورة :
تظهر المستويات التقنية للصورة الإخبارية من خلال سلم
اللقطات المعتمدة " L’Echelle des plans " و
اللقطة هي الوحدة الأساسية لكل ما تلتقطه الكاميرا و تتحدد اللقطة باعتبار
متغيري الفضاء و الزمن و يكون مجموع اللقطات مشهدا .
و في ما يلي أنواع اللقطات حسب التقريب :
+ أنواع
اللقطات :
·
اللقطات الكبرى ( Le trés gros plan ou insert ) : و هي لقطة التفاصيل التفاصيل الصغيرة و الأجزاء
الصغيرة من المشهد العام و هذه اللقطة مستعملة بكثافة على المستوى الدرامي مثال
للقطة كبرى " عين ’ انف ..."
·
اللقطة الكبيرة أو الضيف ( Close up ou Gros plan )
: لها نفس أبعاد وجه آدمي و تهدف إلى التركيز على ردود فعل الوجه و تعبيراته أي
الحالة النفسية و هي تجيب على سؤال "كيف ؟ " .
·
اللقطة المقربة ( Le plan rapproché) : تصوير الشخصية من الرأس إلى
حدود الصبر .
·
اللقطات نصف المقربة ( le
plan demi-rapproché
) : تصور الشخصية من الرأس إلى حدود الحزام .
·
اللقطة الأمريكية ( Le plan America) : تصور الشخصية من الرأس إلى أعلى
الفخذين .
·
اللقطة الايطالية (Le plan Italien ) : تصور الشخصية من الرأس إلى الركبتين .
·
اللقطة المتوسطة ( Le plan Moyen )
: تصور الشخصية من الرأس إلى القدمين و هي بذلك لا تبالغ في حجم الأشخاص أو الأشياء
و تحاول تجسيم الواقع كما هو و تركز هذه اللقطة على الشخصية كاملة لتبرز الحركة و
تجيب هذه اللقطة على سؤال "من ؟ " انطلاقا من التركيز على شخصية او شيء
ما .
·
اللقطة نصف الجامعة ( Le plan de demi-ensemble ) : تؤطر الشخصية كاملة و ما حولها من المشاهد
الطبيعية من الديكور أو من الأشخاص و قد توظف هذه اللقطة للإعلان عن الدخول الى
مكان جديد .
·
اللقطة الجامعة او الواسعة ( Le plan large de demi-ensemble ) : في هذه اللقطة الموضوع الرئيسي يوجد في إطاره
و الموضوع الرئيسي و إطاره يوجدان في إطار اشمل و اكبر .
·
اللقطة الواسعة جدا ( le plan trés large) : تفتح على اكبر حقل مرئي بوسع الكاميرا ان
تلتقطه إنها لقطة الإثارة و المغامرة لقطة حماسية تستعمل لمخاطبة العاطفة خاصة اذا
تعلق الأمر بالديكورات الأسطورية و الخرافية الغريبة .
(-) توظيف اللقطات في بناء قصة خبرية :
أهم اللقطات
المستعملة في شريط الأنباء هي اللقطة الواسعة أو الجامعة و اللقطة الضيقة المتوسطة
و لنتبين طريقة اعتماد هذه اللقطات في بناء قصة إخبارية ننطلق مثلا من موضوع
" انخفاض أسعار خدمات النزل بمناسبة حلول فصل الصيف "
و يمكن في هذه
القصة الإخبارية أو الخبرية إن ننطلق على سبيل المثال من الترتيب التالي :
1.
لقطة واسعة لموقع الحدث : نزل كبير على شاطئ
البحر يتوسط مجموعة من النزل.
2.
لقطة متوسطة : بهو نزل
3.
لقطة ضيقة : بطاقة الأسعار
4.
ثم نتخلص تدريجيا بلقطة متوسطة ثم نعود إلى
مستوى لقطة البداية
و قد تتقلب الآية
في موضوع آخر فننطلق من لقطة ضيقة لدمية تتقاذفها الأمواج مثلا أو لجثة طائر في
بركة من المياه الملوثة بالبترول و تعتبر هذه البداية حديثا موجها للعاطفة.
ملاحظة : ان
اعتبار اللقطة موضوعية (plan
objectif ) أو ذاتية ( plan subjectif) يعود للمكان الذي تكون فيه الكاميرا لالتقاط موضوع التصوير و
نظرا لأهمية ذلك نتناول بالدرس في ما يلي زوايا التصوير و حركة الكاميرا .
·
زوايا التصوير : إن اهتمامنا بزوايا التصوير
و عدم اكتفاءنا باللقطات المعتمدة يعني زوايا التصوير بدورها تحمل دلالات معينة
للصور و تختلف بذلك بذلك استعمالات الزوايا حسب الأهداف المسطرة مسبقا و تحدد
زوايا التصوير مكان الكاميرا داخل الديكور .
يمكن أن نتبين
الزوايا التالية :
·
زوايا العادية : ( L’angle
normal ) : و نعني بها الزوايا
التي تلتقطها الكاميرا عندما تكون وجها إلى
وجه مع موضوع ما و تعتبر هذه الصورة موضوعية و عفوية و واقعية إذ لا ترمي إلى إنتاج
دلالات خاطئة .
·
المسقط (La plongée) :
تنظر الكاميرا لموضوع التصوير من أعلى و يكون محور التصوير موجها من أعلى إلى أسفل
و تستعمل هذه الزاوية لوصف الفضاء , لمتابعة موكب مار أو استعراض أو لتقزيم موضوع
التصوير و الحط من شانه .
·
المسقط العكسي (La contre plongée ) : هو عكس المسقط إذ يكون
المحور البصري ( Axe Optique ) ( موجها من أسفل إلى أعلى و يعني ذلك ان الكاميرا أسفل
موضوع التصوير , و يرمي اختيار هذه الزاوية الى تضخيم موضوع التصوير و الإعلاء من
شانه و بيان قيمته .
-
ملاحظة :
المسقط و المسقط العكسي يستعملان أيضا عندما
تعكس الكاميرا رؤية شخص للآخر في حال تفاوت طولهما مثل رجل ينظر إلى طفل صغير أو
العكس .
الكتابة للصورة :
إن لتناولنا لمسالة الكتابة للصورة مدعاة
للحديث بادئ ذي بدء عن الأسلوب الإذاعي إذ يجد المحرر الإذاعي نفسه في ظل غياب
وثيقة مرئية تنقل للمستمع ما حدث بحذافره مضطرا إلى أن يوظف في نقله للخبر كل
الحواس و يمعن في الوصف الدقيق و يكثر من التفاصيل الضافية و الشافية و هذا عكس ما
يتطلبه الخبر التلفزي إذ تظهر هنا نهمة محرره على إيصال ما لا توضحه الصور
المشاهدة فالصور تغني عن الجزئيات و يصبح النص بمثابة مفتاح الصورة يفسرها و علق
عليها .
و في الكتابة للصورة لا بد أن يتفق النص الذي
نسمعه مع مضمون المادة الإخبارية المصورة التي نشاهدها و حتى تزداد نسبة فهم
المشاهدين لهذه المادة و استعابهم لها لا بد أن نكتب أيضا بالأصوات (الصوت الطبيعي
) إلى جانب الصمت الذي يعتبر عنصرا هاما من عناصر الكتابة .
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire