تفتح جهاز التلفاز و فجأة يباغتك خبر أحداث عنف
في كليّة الآداب بسوسة بين نشطاء الاتحاد العام لطلبة تونس UGET و الاتحاد العام
التونسي للطلبة UGTE لترى مشاهد دامية للصّدام الايديولوجي داخل الجامعة
التونسية حيث يكون الطلبة ضحية الدّفاع عن توجه ايديولوجي و سياسيّ حيث يردك خبر
سقوط عدد من الجرحى في صفوف طلبة كلية الآداب بسوسة في صدام حام بين جبهة يسارية
التوجه و جبهة يمينية التوجه ..يصعد "حسام "أحد طلبة الاتحاد العام
لطلبة تونس على الطاولة وسط الكليّة ليندد بما اسماه هجوم مليشيات يمينية على
الطلبة و اقتحام للكليّة بينما لا تلبث ان تشاهد مقاطع فيديو على الشبكة
الاجتماعي "Facebook " لنشطاء الاتحاد
العام التونسي للطلبة و هم يبادرون إلى التكذيب و اتهام نشطاء الاتحاد العام لطلبة
تونس بالاعتداء عليهم .. تقلقك المشاهد العنيفة داخل الجامعة فيخالجك شعور
بالاشمئزاز و انت تشاهد صورا لطالبة و انفها يقطر دما و علامات لعنف ماديّ صارخ
تظهر على يديها و عينها اليمنى , يؤلمك المشهد لكنّك تتذكر كلمات الأستاذ
"خالد الدريدي " المختص النفسي حين قال :
" العنف هو
دليل على خواء فكريّ أو فراغ ناتج عن ضعف الاقناع بالحجة و الدليل باعتبار انّ
الوسط الجامعيّ مؤهل ليكون فضاء للصراعات الفكريّة و بالتالي الايديولوجية و العنف
المعنوي او الماديّ في الكثير من الحالات دليل على وصول المتنافسين إلى طريق مسدود
".
تهيئك الاجابة للبحث
عن مسار هذا الانفلات في الرؤية و تقبل الطرف الآخر لتربط مسألة العنف بكثير من
الأسباب لعل من ابرزها الثورة التونسية التي منحت الفرصة للعديد من الافواه
المقموعة في زمن الاستبداد إلى الكلام حيث صدحت بأعلى صوتها باحثة عن تعويض عن ما
فات من الصمت القسريّ أو القمع العنيف للسلطة السياسية سابقا خاصّة في الأوساط
المهيئة لتنمية الفكر كالجامعة فتعيدك الفكرة إلى أحداث كلية الآداب بمنوبة و ظهور
الفكر السلفيّ داخلها و صراع لم ينته بعد حتّى بعد تسليط عنف امنيّ على اساتذة
يدافعون عن قضية بيداغوجية في صدام مع أفكار ايديولوجية عقائدية و ظهور مظاهر لم تشهدها الجامعة التونسية سابقا
كمعركة النقاب مثلا و ما خلفته المسألة من
تضارب افرز عددا من الاعتداءات العنيفة ضدّ طلبة و اداريين و أساتذة جامعيين ناهيك
عن مسألة العنف الرمزيّ الذي زاده سجال القناعات الدينية تفاقما و تضخما..
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire