mardi 8 décembre 2020

ديوان "حالة وعي" لسمية بالرجب نصوص شعريّة تنبُش في عمق الرّاهن

 


صدر مؤخرا عن دار سيراس للنشر (2020) ديوان "حالة وعي" و هو التجربة الأولى في نشر المخطوط الشعري للشاعرة والقاصة الشابة "سمية بالرّجب"، ويضمّ الدّيوان 16 قصيدة تتراوح بين شعر التفعيلة والنثر.

تنتصر الشاعرة  في كل نصّ شعريّ في ديوانها لحالة وعي مؤرّقة، هي أشبه بهفوات قلم ينبش في عمق الرّاهن، ليؤسس لحالة تفكُّر في قضايا الوطن والعالم وليقدم قراءة قاسية لخبايا الذات.

 ديوان حالة وعي هو استفاقة شاعرة سجنت نفسها في عوالم لا تشبهها لسنوات، فجاءت لحظات فارقة في تاريخ تونس المعاصر والمنطقة العربية لتهز كيان أديبة شابة لطالما تاقت إلى الانعتاق من زمان ومكان لا يشبهها، تقول سمية بالرّجب عن ديوانها :" هو مغازلة لهذا الكائن الواعي الذّي يصرخ في دواخلنا محتجا على رداءة تعشش في الأفضية والعقول  بل هو صراع متوهج يسكن وجداننا المتألم والمنحسر في واقع نريد أن تنعتق أرواحنا منه وتنبعث إلى فضاء حرّ يشبهنا ..يشبه أحلامنا ..ويشبه أرضنا".

تحاول الشاعرة في ديوان "حالة وعي" التخلص إلى واقع تنقده بصرامة لتنحته بحروفها وتشكله شعريّا من خلال إعادة إنتاج المعنى والّروح العميقة للفعل والتفعيلة والقافية إذ تقدم سمية بالرّجب في ديوانها إلى القارئ رحلة واعية مدججة بمشاعر متضاربة( تتراوح بين الأمل واليأس والخوف والغضب والحبّ) بين المدن المكلومة في تونس وفي المنطقة العربية.   


 (مقطع من قصيدة "حالة وعي")


 

يا لهذا الحرف كم يرنو سعيدا

في تفاصيل الحكاية ..

كم ..من حالة للوعي تشدو فوق جرح صامت

في ثنايا الشوك..

أظلمت كل العيون

كنت أمضي في ثناياهم جروحا

كان خطوي والظلام..

لهفة للنّور تشدو

جدولا ينسابُ في قلب الشجن

حالة للوعي ترنو  في سأم"..

سنشفى ..تكلم قلبي :

"تُرى هل ظفرت بهذا الزّمن ؟"

أوان الحنين إلى كل وعي

وكلُّ امتحان لهذا الوطن


mardi 31 mars 2020

عالم موبوء _ الشعر في زمن الكورونا


عالم# موبوء#

لا تطأ هذا الظلام
هرول الصوت امتدادا للخطر
كلنا ريح الطريق
من دموع الكون تمتزج الرزايا والهتاف
انه الزمن الكئيب
هلل الصوت ابتهاجا بالمسافات الطويلة
في السفر
عمر هذا الوقت يمضي في ارتباك
حمى.. نار الاكتئاب..
او غياب
من لهب
صفق الكون ارتباكا وانسكابا في الوهن
هذا قلب الارض يكسوه البكاء
لا عواء للتفاصيل الصغيرة والشموع
لا غثاء للاراجيف الكثيرة في الجموع
... عالم الخوف الكبير
والوباء
قصة ترويها يوهان الحزينة
مشهد الموت المدجج بالصلاة
بين ميلانو و روما
في أقاصي الارض وقفة للصبر
ليس يطويها الضياع
كل شعب يبكي اسباب الركوع
كل شعب يروي كورونا البقاع
كل ركن خلد الصبر الطويل
لا تطأ هذا الظلام
هرول الصوت الوحيد
من أقاصي الارض تنبثق الحكايات التليدة
عن حكايا الحب في وجه الرزايا
عن مقاهي ادمنت عفن السنين
عن دعابات كثيرة حول اشكال العذاب
هكذا الدنيا تحدق بالمصير
لن تطير
هذه الأوهام في وقت قصير
لن نطير
همهم الصوت الحزين
غير ان الصمت ناقوس خطير
عمرنا الاتي التماس للحياة
نحن من نبني القصور
فقرنا يدمي الدهور
صمتنا دوامة الحزن الغفير
حمى هذا الوقت تحمل راحتي
كم تعافت هذه الاشكال من سقم السواد
لا عتاد
يرفع الضيم الكبير
ايها الكون المضرج بالوباء
ابكانا خطو الموت
في وجع الضمير.
حكامنا اسبابهم تبكي الشيوخ
حكامنا فزع يغرد في الشروخ
حكامنا عمق التفنن في الكلام
أطنب الرجل الطويل
في حكاياه الكثيرة
فانتبهنا
كان صوتا من زجاج
فانكسرنا في ثنايا الخوف والجوع الكبير
أطنب الرجل الطويل
في مكان ليس يكفيه البكاء
في زمان ليس يشفيه العويل

سمية بالرّجب
مارس 2020