samedi 23 avril 2011

صحفي اليوم في عصر عولمة الاتصال مثال الدول العربية و الإفريقية


مثلت التأثيرات المتشابكة لتكنولوجيات الاتصال وعولمة المبادلات والطلب الاجتماعي في ظل بروز فاعلين من القطاع الخاص في المجال السمعي البصري وما نتج عن ذلك من إرساء قواعد سوق تنافسية حافزا أساسيا لتوسع فضاءات التعبير إذ أصبح صحفي اليوم - المعاصر للعولمة و التغيرات الطارئة على ملامح الاتصال - يطمح إلى أكثر استقلالية في مجال محاكاته المهنية لواقعه كناقل و ناقد للأحداث إضافة إلى رغبته في تجاوز ما عرف بالمحظورات الإعلامية نظرا لتعميم الاتصال بشبكة الانترنت وتكنولوجيات الاتصال وازدياد أجهزة التقاط البث الفضائي وفتح المشهد السمعي البصري أمام الاستثمار الخاص.

و في هذا الإطار نظم معهد الصحافة وعلوم الأخبار «وحدة البحث: الإعلام والمجتمع» بالاشتراك مع مؤسسة كونراد أديناور، ملتقى دوليا حول:«صحفي اليوم في عصر عولمة الاتصال مثال الدول العربية والإفريقية» وذلك يومي 21 و22 أفريل 2011 بأحد نزل الضاحية الشمالية بقمرت.

وتضمن برنامج الملتقى أربعة محاور أساسية إذ ركز المحور الأول على تمثلات عالم الصحفيين من خلال تحديد سوسيوغرافيا مهنة الصحفي والعوامل المتدخلة في تصور برامج تكوين الصحفيين، في حين خصص المحور الثاني لتناول مسالة الممارسات المهنية لصحفيي وسائل الإعلام العمومية والخاصة و ما تتضمنه هذه الممارسات من علاقة القوى السياسية بهذه الوسائل في البلدان العربية والإفريقية.
أما المحور الثالث فحمل عنوان: «صحافة المواطن وحرية التعبير محامل إعلامية جديدة وخطاب مستقل» و قد ركز الأساتذة المتدخلون في هذا المحور على صحفيي الإعلام الجديد وأثر الانترنات على الصحافة والصحفيين واتجاهات الصحفيين العرب نحو علاقة الأنترنات بممارسة حرية الرأي والتعبير «المدونات نموذجا» ودراسة وصفية للصحافة الإلكترونية في تونس ما بعد 14 جانفي 2011 إضافة إلى مسالة علاقة الشباب العربي بالشبكات الاجتماعية والثورة من خلال تساؤلات حول المثال التونسي.

وكان هذا الملتقى الدولي مناسبة لتنظيم مائدة مستديرة حول محور: "الصحفي والتحولات الديمقراطية" بمشاركة مجموعة من الأكاديميين والخبراء والصحفيين والمدونين وممثلين عن الهيئة الوطنية لإصلاح الإعلام والاتصال والجمعية التونسية لقدماء معهد الصحافة وعلوم الإخبار والنقابة الوطنية للصحفيين التونسيين إلى جانب ممثلي المجتمع المدني إذ أثرى النقاش الذي دار بين المتدخلين الفضاء العام لموضوع الملتقى لهذه السنة .

صحفي اليوم وواقع الإعلام المعولم :

تناولت المداخلات العلمية التي أمنها محاضرون من تونس والجزائر والإمارات و السينغال وكندا في اليوم الأول للمتلقي عدة مسائل متعلقة بعولمة الاتصال والتحديات التي تواجهها المؤسسات الإعلامية على الصعيدين الوطني والدولي.
إذ حظي الإعلام السمعي البصري في علاقته بعولمة الاتصال بنصيب الأسد في مداخلات الأساتذة إذ ضمنت الأستاذة صباح المحمودي (تونس) مداخلتها قراءة في واقع ملكية وسائل الإعلام في الدول العربية و التأثيرات السياسية إضافة إلى جانب التمويل الذي تحظى به المؤسسة الإعلامية في خطها التحريري كما تولى الأستاذ منصف العياري تقديم مداخلة علمية للأستاذ ''محمد شطاح ''من جامعة الشارقة مداخلة علمية نيابة عن صاحبها تمحورت أساسا حول واقع الإعلام السمعي البصري في الدول العربية مركزا على سيناريوهات الإعلام القادم و التي يمكن أن تتبع لإصلاح الإعلام تحقيق مواكبة الإعلامي لمتطلبات المجتمعات الحديثة خاصة بعد الثورات التي شهدتها العديد من الأقطار العربية.

أما الأستاذ المحاضر بلقاسم مصطفاوي من جامعة الجزائر فقد اعتبر في مداخلته العلمية أن الإعلام لا بد أن يتشكل كهوية و مسؤولية اجتماعية مقدسة رغم خضوعه في ما مضى لمنطق سلطة الدولة مما يجعله رهين الأجندة السياسية والتوجهات التي تتبعها الحكومات.

من جهتها قدمت الأستاذة "فرح بيروبي " من جامعة الكوبيك بكندا مداخلة علمية ضمنتها قراءة لواقع للصحفي المهاجر العربي و الإفريقي المقيم في كندا و تحركاته داخل الفضاء الإعلامي الكندي مشيرة إلى تعايش هذا الصحفي مع المنظومة الإعلامية و محاولاته للاندماج و إضفاء بصمته الثقافية على إنتاجه الصحفي و الإعلامي في بلاد المهجر .

أما قراءة الصحفية " منى مطيبة" ( وكالة تونس إفريقيا للأنباء ) فقد تمحورت مداخلتها حول «تأنيث المهنة الصحفية » و ما تميز به المشهد الإعلامي التونسي من تزايد عدد الصحفيات مقارنة بعدد الصحفيين الذكور بإيراد عدد من الإحصائيات التي تمثلت في مقارنة كمية لنصيب الإعلاميين و الإعلاميات من الفضاء الإعلامي العام و الخاص في تونس.


الإعلام بين قيود القانون و حرية التكنولوجيا

تطرح اليوم و بشدة إشكاليات تخبط الإعلام بين ما يفرضه القانون من قيود تضع حدودا لحرية الصحفي و بين ما توفره التكنولوجيا من فضاء شاسع للتعبير و الحرية التي اعتبرها الكثير من الأساتذة حرية مبالغة فيها كما هو الحال بالنسبة للقانون إذ يسلط قمعا مبالغا فيه أيضا .

هذه الإشكالية كانت محور مداخلتي كل من الأستاذ " جوهر الجموسي " (تونس) و الأستاذة " مي العبد الله" (لبنان) إذ تمحورت الأستاذ الجموسي ( المعهد العالي لفنون الملتميديا ) حول الحاجة الماسة على حد قوله إلى قانون للاتصال الالكتروني لرسم حدود لسيرورة التواصل نظرا لما تخلفه من اختراقات للحياة الخاصة للناس و ما تخلفه من جرائم مهنية و أخلاقية باسم الحرية إذ يقول الأستاذ " الحموسي " انه لا بد من تقعيد من نوع خاص لوضع قانون للحد من الجرائم الافتراضية .

من جهتها قدمت الأستاذة " مي العبد الله " (جامعة لبنان ) مداخلة حول الإطار التنظيمي و القانوني للصحافة في لبنان مؤكدة على ان الصحافة اللبنانية قد شهدت تطورا ملحوظا على مر العقود وصولا إلى عصر العولمة و ذلك بمواكبتها للمظاهر المختلفة لواقع الاقتصاد و السياسة و الثقافة معبرة عن مطالب الإصلاح للمجتمع اللبناني و خاصة فيما تعلق بالقوانين لحماية حرية التعبير و الحق في ممارسة المهنة الإعلامية بسلاسة و يسر.

أما الأستاذ "آلان كييندو " ( فرنسا ) فقد ضمن مداخلته دراسة لواقع تعمل الصحفي الإفريقي في عدد من الدول الإفريقية مثل الكونغو الديمقراطية و بوركينا فاسو مع التغيرات الطارئة على الصحافة زمن العولمة و دور تكنولوجيات الإعلام و الاتصال أما الأستاذ " احمد حواس " ( المغرب) فقد ابرز في مداخلته أهم ملامح الصحفي المحترف زمن العولمة .

كلمة الختام " الصحفي و التحولات الديمقراطية "

ختام هذا الملتقى الدولي كان بتنظيم مائدة مستديرة حول محور: "الصحفي والتحولات الديمقراطية" بمشاركة مجموعة من الأكاديميين والخبراء والصحفيين والمدونين وممثلين عن الهيئة الوطنية لإصلاح الإعلام والاتصال والجمعية التونسية لقدماء معهد الصحافة وعلوم الإخبار والنقابة الوطنية للصحفيين التونسيين إلى جانب ممثلي المجتمع المدني إذ أثرى النقاش الذي دار بين المتدخلين الفضاء العام لموضوع الملتقى لهذه السنة .

و كانت كلمة الختام بشكر الأساتذة المحاضرين و كل من ساهموا في إثراء حلقات الحوار في الملتقى من أساتذة و طلبة و صحفيين و نقابيين .

سمية بالرجب

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire